dimanche 27 novembre 2011

حسنوا صورة المرأة المسلمة



كنت فى ملتقى الفكر الإسلامى عندما تحدَّث السفير الألمانى عن الإسلام وقال للحاضرين يجب أن تصحِّحوا أوضاع المرأة عندكم! 
فإن صورة المرأة الإسلامية تنفر الأوربيين من الدخول فى الإسلام!!. 


قال لى أحد المستمعين: ماذا نفعل؟ 
فقلت له: عندما يعرض التاجر سلعته فيضفى عليها صفات ليست لها فإنه يكون غشاشاً، 
وعندما يعرضها وهو غير خبير بخواصها ، فتبدو للناس دون مستواها فإنه يكون مغفلا،
وسيظلم بضاعته ويجر عليها الكساد!. 


والرجل ـ بعد ما شرح الله صدره للإسلام ـ يقول للمسلمين: أحسنوا عرض دينكم، ولا تصدوا الآخرين عنه بسوء الفهم وسوء العمل! 


لنفرض أن رجلا كل رأسماله فى السنة حديث الحاكم فى المستدرك أن المرأة لا تتعلم الكتابة،
أو حديث صاحب الزوائد أن المرأة لا ترى رجلا ولا يراها رجل، ثم جاء هذا المسكين ببضاعته المزجاة أو أحاديثه الموضوعة والمتروكة يعرض الإسلام على أهل أوروبا أو أمريكا، هل يدخل فى الإسلام أحد؟ 

هل يحترم الإسلام رجل أو تحتفي به امرأة؟؟


إن بعض المسلمين يعرضون دينهم مزوَّراً دميم الوجه ثم يذمون الناس لأنهم رفضوه، وعندى أن هذا البعض الجهول يجب سجنه أو جلده لأنه صادُّ عن سبيل الله، فتاه عن الحقيقة التى صدع بها صاحب الرسالة الخاتمة عليه الصلاة والسلام.. 


إن الإسلام سوّى بين الرجل والمرأة فى جملة الحقوق والواجبات، 
وإذا كانت هناك فروق معدودة فاحتراماً لأصل الفطرة الإنسانية وما ينبنى عليها من تفاوت الوظائف! 


وإلا فالأساس قوله تعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" 
وقوله: " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ". 

إن هناك تقاليد وضعها الناس ولم يضعها رب الناس دحرجت الوضع الثقافى والاجتماعى للمرأة،
واستبقت فى معاملتها ظلمات الجاهلية الأولى، 
وأبت إعمال التعاليم الإسلامية الجديدة فكانت النتائج أن هبط مستوى التربية ومال ميزان الأمة كلها مع التجهيل المتعمد للمرأة والانتقاص الشديد لحقوقها... 


قال لى أحد المستمعين غاضباً: أيسرك أن تكون " بنازير بوتو" رئيسة وزراء؟ 
فقلت ضاحكاً: سألنى مسلم إنكليزي: هل يحاربون "مسز تاتشر" لأنها امرأة تولت الحكم؟ 
فقلت له: بماذا تجيب هذه المرأة! 
إذا قالت لك ـ وهى واسعة الثقافة ـ إننى توليت الحكم على مذهب أهل الظاهر فى الفقه الإسلامى!. 
ثم استتليت: لا تجعلوا بعض الأحكام الفرعية المختلف فيها حجر عثرة أمام عقائد الإسلام وأركانه الكبرى...
الإمام محمد الغزالي / من كتاب  المرأة في الإسلام بين التقاليد الراكدة  والوافدة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire