lundi 11 février 2013

قصة الحجاب و العفة .... و الحلوى!






الحجاب فرض من الله سبحانه و تعالى على نساء المسلمين جميعا .. و الملاحظ انه في الفترة الاخيرة بعد الثورة ازداد عدد المحجبات ولله الحمد و ذلك بفضل الله الذي وهبنا الحرية في ارضنا ... ومع ارتفاع عدد المحجبات ايضا ارتفعت معه اصوات شرذمة رافضة ومحاربة لـهذا "اللباس الطائفي الدخيل على مجتمعنا " حسب زعمهم ..

ومع تفاقم هذه الظاهرة كثرت الدعوات للالتزام بالزي الشرعي من العديد من المشايخ و الدعاة و حتى من بعض الشباب المتحمس لخدمة الدين حتى وان اختلفت الطرق و اساليب الدعوة لذلك. و إن كانت الكثير من الاساليب جيدة و ترغب النساء في الحجاب فغيرها قد لا يرقى للمستوى المطلوب و قد يفسد الدعوة للحجاب بدل انجاحها !
فعلى سبيل المثال ، من الامور التي لا أحبذها في طريقة الدعوة الى الالتزام بالحجاب هي ربط مفهوم العفاف و الشرف و الحجاب .. حيث صدحت حناجر الدعاة بالعديد من الشعارات من قبيل : حجابك عنوان عفافك .. حجابك شرفك .. بحجابك انت العفيفة المصونة .. شعارات توحي لمستمعيها بان العفاف و الشرف حكر على المحجبات دون سواهن !!.. وكأنه بمجرد ارتداء غطاء الراس تمنح للفتاة شهادة بأنها طاهرةعفيفة .. وهذه شعارات في اعتقادي لا تليق اذ تشعر الاخوات اللاتي لم يكرمهن الله بعد بالحجاب بالحزن و الضيق و اصبحن يتساءلن هل نحن غير شريفات لمجرد اننا لا نلتزم بفرض ديني ؟!! و الادهى و الامر انه لهذه الشعارات مفعول عكسي كما ذكرت سابقا اذ يفسد الدعوة وعوض الاقتناع بفرضية الخمار تنفر الاخوات منه بل وقد يصل الامر الى حد بغض الالتزام و الملتزمات !! على البعض ان يعي ان المظاهر قد تكون خداعة احيانا !! فلا يجب الحكم على الفتاة من خلال اللباس فقط فكم من فتاة غير محجبة قد تكون تصرفاتها و اخلاقها اكثر حشمة و ادبا و من تلك الي تدعي انها محجبة ..وكم من فتاة لا تضع خمارا قد تكون بلباسها وهيئتها اكثر احتشاما من تلك التي اعتقدت ان الحجاب غطاء للرأس فقط (و العكس صحيح) ..
على بعض الدعاة ان يحاولوا قدر المستطاع السير في الدعوة على نهج الحبيب المصطفى صلوات الله عليه اي بالرفق و اللين و ان يتبعواما أمرنا به الحق تبارك و تعالى : ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة مراعين في دعوتهم مشاعر و نفسية من لا ترتدي الحجاب و ان يحذروا من ان يكون في خطابهم تنفير و قدح في الغير عن حسن نية ...مسألة أخرى على الجميع ان يعيها خاصة الفتيات ان المرأة لن تصبح في رمشة عين مؤمنة تقية بمجرد ارتداء لباس او زي عرف بانه زي الصالحات .. بل على كل اخت ان تعلم ان الحجاب ماهو الا بداية الالتزام و ليس كل الالتزام و بان الحجاب منظومة اخلاقية و تربوية قبل ان يكون زيا واجبا .

الأسلوب الثاني في الدعوة الى الالتزام بالزيّ الشرعي و الذي اجده منفرا بل أعتبره نوعا من الاحتقار لذات المرأة كإنسان كرمه رب البرية بالعقل ألا وهو تشبيه المرأة بالحلوى أو الجواهر او الشكلاطة أحيانا !!
و يستعمل العديد من الشباب هذا الاسلوب للأسف في مواقع التواصل الاجتماعي بالأخص .. فعلى سبيل المثال يقومون بتصميم صور تحتوي على قطعتين من الحلوى الاولى مكشوفة منزوعة الغلاف ويحيط بها ذباب ايحاء منهم الى ان الفتاة الغير محجبة تجلب انظار الشباب و الثانية حلوى مغلفة محفوظة وقد ابتعد الذباب عنها اشارة منهم الى ان الفتاة المحجبة محفوظة بحجابها عن اعين الشباب الذين تم تشبيههم بالذباب .. وان صحت الفكرة فان التعبير عنها خاطئ و الشكل العام للصورة و للعديد من الصور و المواضيع على شاكلتها مقزز و منفر و يعتبر اهانة للفتاة و الشاب على حد السواء .. كيف لهذه الذات البشرية التي كرمها الله ان تشبه بقطعة حلوى او بحشرة ؟
وقد اراد البعض تقديم صورة اخرى للمرأة المحجبة فتم تشبيهها باللؤلؤة المصونة و الجوهرة الثمينة الغالية ظنا منهم أنهم يقدمون صورة احسن من السابقة و الواقع انها على شاكلتها بل يمكن القول بانها أسوأ اذ هم يزعمون أن المرأة المحجبة تشبه الجوهرة المصانة و أنها لا تكون عرضة للابتذال .. ولي أن أتسائل .. منذ متى كانت الجواهر مخبئة ؟ أليست معروضة للبيع على الملأ ؟ أو لا تنقل من يد الى اخرى و من محل الى محل ؟ هل ترضى امرأة محجبة عاقلة بأن يتم تشبيهها بسلع تعرض للبيع في ابهى مظهر؟
لا فرق بين التشبيهين ففي الحالتين اعتبرت المرأة المحجبة سلعة : حلوى تشترى ينزع عنها الغلاف و يمتص رحيقها الى ان تفنى ..او جوهرة ذات قيمة مادية يشتريها من كان صاحب مال و جاه فقط لتلبس أو تهدى أو قد ينتهي بها الامر الى الرمي في احد الأدراج ..
وان هذين التشبيهين أعتبرهما حطا من قيمة المرأة ومجحفا بحق ذات انسانية كرمها و رفع قدرها و أعزها المولى تبارك و تعالى .


رجاء توقفوا عن الاساءة الى الحجاب و ان كانت هذه الاساءة بحسن نية:

فالمرأة عفيفة طاهرة شريفة بأخلاقها وسلوكياتها و بطريقتها تعاملها مع الغير وما ارتدائها للحجاب إلا التزام لأمر ربها و طاعة له و عبادة تتقرب بها اليه وليس ليقال عنها شريفة عفيفة !

والمرأة ليست سلعة تباع و تشترى بل ذاتا بشرية كرمها الاسلام و جعلها معززة مكرمة بعيدة عن ذل الشرك و الكفر

و المرأة بحجابها ليست حلوى مغلفة او جوهرة محفوظة في علبة.. بل هي بحجابها تجبر من حولها على النظر اليها كذات انسانية وليس كجسد مهمته اشباع الشهوات .. بحجابها هي تجبرهم على النظر اليها كانسان له فكر و دور فاعل في المجتمع وليس كسلعة تباع و تشترى


هي حرة ! :)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire